اعترف الحرس الثوري الإيراني في بيان له، اليوم الجمعة، بمقتل الجنرال «حسين همداني»، أحد قادته في سوريا، وذلك «خلال مهمة استشارية في منطقة حلب».
وقال النص الذي نشر على الموقع الالكتروني للحرس الثوري، أن «همداني» قتل بأيدي إرهابيين من تنظيم «الدولة الإسلامية» في ضواحي مدينة حلب، شمالي سوريا، دون أن يوضح تفاصيل أخرى.
لكن مواقع إخبارية إيرانية كشفت إن «همداني» قتل في كمين نصبه له مسلحون من تنظيم «الدولة الإسلامية»، دون تحديد توقيت مقتله.
يشار إلى أن «همداني» ولد عام 1955، وكان من مؤسسي تشكيلات «الحرس الثوري الإيراني» الأوائل في البلاد، ولاسيما في القسم الغربي منها، وبالتحديد في محافظة همدان عام 1980.
وكان لـ«همداني» دور رئيس في الحرب العراقية ــ الإيرانية (1980-1988)؛ حيث تسلم العمليات العسكرية في منطقة «بازي دراز» الواقعة في الجبهة الغربية، وفق ما جاء في كتابه: «هذا واجب يا أخي».
وبعد انتهاء هذه الحرب، تولى الرجل قيادة فيلق «أنصار الحسين»، المشكل في همدان، وخدم في عدة مناطق إيرانية، وأصبح قائداً لفيلق «محمد رسول الله» (ص) التابع للحرس، وهو تشكيل الحرس المشرف على أمن العاصمة طهران، ويعد هذا المركز من أبرز المناصب العسكرية.
وبرز اسم «همداني» حين كان مستشاراً لقائد قوات التعبئة (الباسيج)، سابقا، «حسين طائب»، كما عُرف أكثر حين كان يتسلم زمام الأمور في العاصمة طهران، إبان اندلاع احتجاجات «الثورة الخضراء»، التي أشعلها مناصرو المرشح الرئاسي الإصلاحي «مير حسين موسوي»؛ احتجاجاً على فوز الرئيس المحافظ «محمود أحمدي نجاد» بولاية رئاسية ثانية.
استطاع الرجل أن يقمع الاحتجاجات، لاسيما التي خرجت تزامناً ويوم إحياء مراسم عاشوراء الدينية، والتي اعتبرها مناصرو الطيف المحافظ هتكاً للحرمات الدينية، فكانت نهاية احتجاجات «الحركة الخضراء».
وعُرف عنه معارضته لخطاب الرئيس الإصلاحي السابق، «محمد خاتمي»؛ حيث وجه له رسالة وقعها مع 27 قائداً آخرين في الحرس، طالبوه فيها بالتوقف عن سياساته المنفتحة على الغرب.
وأُدرج اسم «همداني» على قائمة العقوبات الدولية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شخصيات إيرانية في 14 إبريل/نيسان عام 2011؛ بسبب قضايا لها علاقة بانتهاكه لحقوق الإنسان، حسب مسؤولين غربيين.
والأسبوع الماضي، تحدثت مصادر إيرانية عن إقالة اللواء «همداني» من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا؛ بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية. (طالع المزيد)
وذكرت وكالة «سحام نيوز»، المقربة من الإصلاحيين، أن إقالة «همداني» جاءت بضغوط من «حسين طائب»، الذي يتولى حاليا رئاسة جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي له دور مباشر في إرسال القوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية للقتال إلى جانب قوات «بشار الأسد» في سوريا.
وكان «قاسم سليماني»، قائد «فيلق القدس»، وهو قسم العمليات الخارجية في الحرس الثوري، عين «همداني» كمنسق بين قوات الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية (فيلق فاطميون) والباكستانية (لواء زينبيون)، بالإضافة إلى الميليشيات العراقية وحزب الله اللبناني التي تنتشر في سوريا.
وبحسب المصادر، فإنه بسبب فشل «همداني» في العمليات التي يخوضها الحرس الثوري والميليشيات المرافقة، تمت إقالته وتعيينه بمنصب جديد في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية كمسؤول عن إرسال المعدات اللوجستية إلى سوريا، قبل أن يعلن الحرس الثوري مصرعه صباح اليوم.