المعارضة السورية تتفق على فريق موحد للمحادثات وتصر على رحيل «الأسد»

الخميس 10 ديسمبر 2015 05:12 ص

اختتمت فصائل المعارضة السورية السياسية والمسلحة، اليوم الخميس، مؤتمرها في العاصمة السعودية الرياض، بالاتفاق على تشكيل فريق موحد للمحادثات مع نظام «بشار الأسد» المزمعة في يناير/كانون الثاني المقبل.

كما توصلوا إلى اتفاق تسوية يشترط رحيل «الأسد»، عن الحكم «مع بداية المرحلة الانتقالية»، وفق مشاركون في المؤتمر، والبيان الختامي للمؤتمر الذي استمر يومين، حسب وكالتي «رويترز» و«فرانس برس» للأنباء.

وقال «منذر أقبيق»، عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، إن مؤتمر الرياض اتفق على تشكيل مجموعة قيادة من 25 عضوا تضم ستة أعضاء من الائتلاف، وستة من الفصائل المسلحة، وخمسة من جماعة مقرها دمشق، وثماني شخصيات مستقلة.

وأوضح «أقبيق» أن هؤلاء الاشخاص يمثلون كل فصائل المعارضة والشخصيات السياسية والعسكرية، وأنهم سيصبحون صناع القرارات فيما يتعلق بالتسوية السياسية.

وكان «أقبيق» يتحدث من الإمارات بعد أن اطلع على المحادثات التي جرت في الرياض صباح اليوم. وقال لـ«رويترز» إنه سيتم تعيين فريق تفاوضي مستقل من 15 عضوا .

ولا يوجد أي مؤشر فوري على الاتفاق على الشخصيات التي سيتم اختيارها لشغل هذه المناصب. وقال «أقبيق»: «الله وحده يعلم» إن كان المندوبون يمكن أن يتفقوا على الأسماء أم لا.

إصرار على رحيل «الأسد»

وفي ختام  المؤتمر صدر بيان ختامي، شدد من خلاله المجتمعون «على أن يغادر بشار الأسد وزمرته سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية».

وأبدى المشاركون موافقتهم على حل الكيانات السياسية المعارضة حال تكوين مؤسسات الحكم الجديد.

كما دعوا، في بيانهم الختامي، لما وصفوه بـ«سوريا تعددية ديمقراطية»، مؤكدين على أن النظام الجديد في سوريا سيمثل كافة أطياف الشعب السوري دون تمييز أو إقصاء على أساس ديني أو طائفي أو عرقي.

والتزم المشاركون أيضا بالحفاظ على مؤسسات الدولة، مع ضرورة إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية والعسكرية.

كذلك، دعا المشاركون في المؤتمر الأمم المتحدة إلى الضغط على حكومة «الأسد» للإقدام على إجراءات لبناء الثقة قبل محادثات يناير/كانون الثاني المقبل.

وأوضحوا أن هذه الاجراءات «تشمل إيقاف أحكام الإعدام الصادرة بحق السوريين بسبب معارضتهم للنظام، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والسماح بوصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وعودة اللاجئين، والوقف الفوري لعمليات التهجير القسري، وإيقاف قصف التجمعات المدنية بالبراميل المتفجرة وغيرها».

ويعتبر إصرار المعارضة السورية على رحيل «الأسد» موقفا متشددا عن مواقف عدة دول أوروبية تدعم خصوم رئيس النظام السوري. ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا «الأسد» إلى التنحي بعد وقت قصير من الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكمه في مارس/آذار 2011 .

ورغم انهم جميعا يقولون إن «الأسد» يجب أن يرحل في النهاية، إلا أنهم اصبحوا أقل تحديدا بشأن توقيت أي رحيل، فيما يشير إلى أنهم قد يقبلوا بقاءه في فترة مؤقتة.

وكان مصير «الأسد» واحدا من عدة قضايا تركت دون حل في اجتماع فيينا الشهر الماضي الذي حضرته روسيا والولايات المتحدة ودول أوروبية وشرق أوسطية بينها السعودية وإيران التي تدعم كل منها جانبا من الجانبين المتحاربين في سوريا.

انسحاب «أحرار الشام»

وفي وقت سابق، من اليوم، أعلنت حركة «أحرار الشام» الإسلامية، إحدى أبرز الفصائل المعارضة المسلحة في سوريا، انسحابها من مؤتمر الرياض، مبررة هذا القرار بعدم إعطاء «الفصائل الثورية» المسلحة «الثقل الحقيقي»، حسب وكالة «فرانس برس» للأنباء.

وقالت الحركة في بيان لها: «ذهبنا إلى مؤتمر الرياض شاكرين من دعانا إليه، حاملين تكليفا من أهلنا في الداخل الذين عاهدناهم على النضال السياسي والعسكري للحفاظ على مبادئهم وثوابتهم التي تم الإعلان عنها مسبقا».

وأضافت: «إلا أننا نجد أنفسنا أمام واجب شرعي ووطني يحتم علينا الانسحاب من المؤتمر والاعتراض على مخرجاته».

وقدمت الحركة ثلاثة أسباب للانسحاب هي: «إعطاء دور أساسي لهيئة التنسيق الوطنية (أبرز مكونات معارضة الداخل المقبولة من النظام) وغيرها من الشخصيات المحسوبة على النظام، بما يعتبر اختراقا واضحا وصريحا للعمل الثوري»، و«عدم اخذ الاعتبار بعدد من الملاحظات والإضافات التي قدمتها الفصائل لتعديل الثوابت المتفق عليها في المؤتمر (…) وعدم التأكيد على هوية شعبنا المسلم».

أما السبب الثالث فهو، حسب البيان، «عدم إعطاء الثقل الحقيقي للفصائل الثورية سواء في نسبة التمثيل أو حجم المشاركة في المخرجات».

«كيري»: محادثات الرياض «بناءة»

من جانبه، علق وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، على محادثات المعارضة السورية في الرياض، معتبرا أن هذه المحادثات تبدو «بناءة للغاية، وتحقق تقدما».

وقال في تصريحات للصحفيين من باريس: «أعتقد ان الجميع يتحركون في اتجاه الرغبة في التوصل الى عملية سياسية سريعا».

وأضاف: «لذلك حققنا تقدما، لكن لدينا بعض القضايا الصعبة التي يتعين الانتهاء منها».

ولفت إلى أن اجتماع 18 ديسمبر/كانون الأول المحتمل لدفع محادثات السلام السورية في نيويورك «لم يصل لطريق مسدود بعد»، وجميع الأطراف تنتظر نتيجة مؤتمر السعودية.

واجتماع الرياض هو الأول الذي يجمع المعارضة ويضم مختلف التشكيلات السياسية والعسكرية، وأتى بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص خلال قرابة خمس سنوات. وتشمل هذه الخطوات تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج.

كما نص اتفاق فيينا، الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، على السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من كانون الثاني/يناير.

  كلمات مفتاحية

السعودية سوريا الملف السوري المعارضة السورية مؤتمر المعارضة السورية في الرياض أحرار الشام

المعارضة السورية تختتم مؤتمرها بالتأكيد على رحيل «الأسد» وعصابته

انطلاق جولة اجتماعات مغلقة لمؤتمر المعارضة السورية في الرياض

«أحرار الشام» تقرر حضور مؤتمر الرياض لتؤكد على ثوابتها

وفود المعارضة السورية تصل العاصمة السعودية للمشاركة في مؤتمرالرياض

انطلاق مؤتمر المعارضة السورية في الرياض الثلاثاء بمشاركة 15 مجموعة مقاتلة

«أحرار الشام» تتراجع عن قرار انسحابها من مؤتمر الرياض

العاهل السعودي لمعارضين سوريين: نريد جمع كلمتكم لتحقيق الاستقرار ببلادكم

«كيري» يشكر السعودية على استضافتها مؤتمر المعارضة السورية

القاهرة تشيد بنتائج اجتماع الرياض للمعارضة السورية.. وتتجاهل الموقف من «الأسد»

«الجامعة العربية» ترحب بالنتائج «الإيجابية» لاجتماع المعارضة السورية في الرياض

«سايكس بيكو» جديدة في سوريا

سوريا.. الدوران حول «الأسد»!

مؤتمر الرياض وغمغمة «كيري»

«هيئة المعارضة السورية» تتخذ من الرياض مقرا لها استعدادا للمفاوضات

«كيري»: «نقطتان» في اتفاق «المعارضة السورية» بحاجة إلى معالجة

«ستراتفور»: ما الذي يعنيه تشكيل جبهة تفاوض موحدة للمعارضة السورية؟

«كي مون» يشيد بجهود السعودية تجاه الأزمة السورية

وعود الدعم العسكري الغربي والعداء للتدخل العسكري الروسي تدفع المعارضة السورية للتوحد

الصراع السوري: هل يمكن للضغط السعودي أن يؤمن السلام؟

مندوبة واشنطن بالأمم المتحدة: السلام في سوريا مرهون برحيل «الأسد»

«أوباما»: «الأسد» فقد شرعيته وعليه الرحيل من السلطة